تحظى عملية اتخاذ القرار الإداري بإطار فعّال إلى حدّ أكبر لدى دمجها مع كيفية قياس الأداء. ويكمن التحدي في أن قصر النظر القائم على المحاسبة، يُضاف إليه افتقار صنّاع القرارات إلى إدراك مبادئ استحداث القيمة، يحرّفان هذه العملية. فنحن نقيس القيمة المستحدثة من خلال عمليات أساسية، ونحدد التفاعل المستمر وعوامل الضغط بين الأداء التشغيلي وكثافة الاستثمارات.

إن نظامنا لقياس الأداء مستمدّ من نظام المحاسبة الحالي، لكنه يتماشى بدقة مع مبادئ الإرشاد الأساسية للإدارة القائمة على القيمة. نحن نحدد تكلفة رأس المال لديكم، ونستخدمها لجعل قياس الأداء متلائم حقاً مع استعمال رأس مال المستثمرين في الميزانية العمومية.

وسيساهم احتساب تكاليف رأس المال الفعلية بالتفصيل، وتحديد عوامل الإنتاجية، وفهم التكاليف الفعلية للخطوات التشغيلية والإستراتيجية، إضافة إلى تأثيرها في استحداث القيمة، في توفير رؤية أوضح والكشف عن فرص جديدة.

تنتج القرارات الأفضل عن إدراك أكبر لعلم الاقتصاد الأساسي. ويكشف التحليل القائم على القيمة وتحديد المعايير، وقياس الربح الاقتصادي المحدد، وإطلاق سيناريوهات التقييمات مع تأثيرات الأداء ذات الصلة، وتحديد محفزات القيمة، إضافة إلى آفاق أكثر وضوحاً وشمولية، عن فرص مهمة لتحسين القيمة.

وبدعم من المعلومات الجديدة، يُطلق حوار تفاعلي مع الإدارة العليا مبادرات من أجل حصد الأهداف. متوجهةً إلى ما بعد النجاح الفوري القصير الأمد، تمثّل المقاربة القائمة على القيمة أساساً متيناً لتطوير استراتيجيات أعمال طويلة الأمد بشكل متناسق تكون مرتبطة بعلم الاقتصاد المالي ومبادئ استحداث القيمة.

سنزوّدكم بمجموعة متناسبة من أدوات القرار البسيطة تعنى بالمدراء التشغيليين من أجل مساعدتهم على تكييف طريقة تفكير قائمة على القيمة مع عملية اتخاذ القرار اليومية التي يقومون بها، والقيام بذلك من دون تحميلهم عبء التعقيد المالي غير الضروري.

في مرحلة تالية، نعمد إلى تدريبهم على كيفية استخدام الأدوات وإدراك ما الذي تكشفه وتقييمه بشكل مناسب، ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم. وبغية القيام بذلك، نعتمد من جديد مقاربة محددة المعالم وشاملة. فنحن لا نعلمهم ببساطة الأرقام،بل المعنى الأشمل للافتراضات الكامنة والمحفزات بحدّ ذاتها.

وفي الوقت الذي نقترح فيه تحولاً ثقافياً مؤسساتياً يربط الجميع باستحداث القيمة، لن نُدخل تحسينات على العملية، وتعديلات ضرورية أو تعزيزات بشكل غير جوهري. ويكمن العنصر الأساسي في قبول المقاربة على مستوى المؤسسة ككل، من العمليات إلى التخطيط الاستراتيجي، والمبيعات، والتسويق، وصولاً إلى الإنتاج. نحن نساعد على بناء إجماع مؤسساتي تام.

ولهذا السبب، نعتمد برنامج تدريب شامل يركّز على الربح الاقتصادي وعلاقته بالمحاسبة وقيمة حقوق المساهمين، وأداء الربح الاقتصادي للشركة والوحدات التابعة لها، ومحفزات القيمة وتكلفة رأس المال، إضافة إلى استراتيجيات التشغيل، وتقييم الاستثمارات وتحليل عمليات الاستحواذ. ويشتمل في نهاية المطاف على تصميم خطة تعويض قائمة على التحفيز تؤدي إلى الالتزام وتسفر عن أداء شامل أفضل.

لا يمكن المبالغة في أهمية التدريب والأدوات، بالنسبة إلى المدراء وموظفي الشركة على حد سواء. ونتخطى بالتزامنا تدريب كبار المسؤولين التنفيذيين، لنصل إلى فريق عمل التمويل والمحاسبة والتخطيط. وتتمثل النتيجة بالاستمرارية والتركيز على القيمة، وإصدار قرارات أفضل ومربحة على نحو أكبر، إلى جانب تحوّل ثقافي مطرد مع فائدة تشغيلية واضحة وملموسة.

لدى تصوره بشكل مناسب، يميل التعويض التحفيزي إلى تعزيز وتحسين وإذكاء التحوّل الشامل. ولا بد من الإشارة إلى أن هذه ليست خطة جديدة لاستبدال القديمة، بل هي حل استراتيجي يربط المدراء بالمساهمين. فمقاربتنا المتعلقة بالتعويض التحفيزي تصحح الاختلاف الناتج عن المقاييس الخاطئة، والآراء الشخصية المفرطة القصيرة الأمد، والتأرجح ضمن نزاع دائم بشأن تحديد الأهداف. نقوم بوضع البرنامج بعد عمليات محاكاة مكثفة، ويكون مصمماً لمقاومة نطاق واسع من سيناريوهات الأداء.

أما الفوائد، فتنطوي على تغيير قواعد اللعبة، وإطلاق العنان للإمكانيات، والتوجيه نحو استحداث قيمة مستدامة.

وعليه، يتم استبدال القرارات العشوائية بأخرى إستراتيجية تنمّ عن ذكاء أكبر، حيث يصبح المدراء متفانين حقاً وملتزمين بإدراك جديد واسع النطاق للمشهد الأكبر.